الجمعة، 11 أبريل 2014


من أرشيف فنان مصري

صور وأوراق محمود مختار

(1891  ـ 1934)

( 4 )

 

عماد أبو غازي

وتضم أوراق مختار الخاصة مجموعة من الخطابات الشخصية، اخترت منها هذه الخطابات الثلاثة: الأول خطاب من مختار إلى محمود أبو غازي زوج شقيقته وصديق صباه، أرسل مختار الخطاب من باريس في 25 نوفمبر سنة 1920، والخطاب عائلي قصير مكتوب على ورقة صغيرة من الوجهين، يذكر فيه أنه حول ستة آلاف فرنك لأسرته عن طريق بنك روما وبنك الكريدي ليونيه بالتلغراف ويسأل عن شئون الأسرة ويطمئن على والدته وشقيقتيه وأبناء شقيقته، وفي ثنايا الخطاب يرد على سؤال سأله له زوج شقيقته في خطاب سابق عن الجمعية المصرية في باريس وموقفه منها، يقول مختار: "أما الأحوال السياسية فهي كما ترى على صفحات الأخبار، أما خروج الجمعية المصرية فكان تسرع وطيش ويظهر أن هناك يد أخرى بتشتغل فيها، وعلى كل حال أنا خرجت منها وأيضا بعض الأعضاء".

 

خطاب مختار إلى زوج شقيقته محمود أبو غازي

 
وعن الجمعية المصرية بباريس كتبت مجلة الطليعة القاهرية في عدد مارس 1969 الذي خصصته للاحتفال بالعيد الذهبي للثورة، إن جمعيات الطلبة المصريين بدأت تتشكل في العواصم الأوروبية منذ مطلع القرن العشرين مع اتجاه أعدادا متزايدة من الشباب المصري للدراسة في أوروبا، وكانت معظم هذه الجمعيات مرتبطة بالحزب الوطني، وإذا كان نشاطه قد خفت في فترة الحرب العالمية الأولى فقد عاودت النشاط مع ثورة 1919، خاصة الجمعية المصرية في باريس حيث انعقد مؤتمر الصلح، وقد بدأ نشاط الجمعية المصرية في باريس اثنان من الطلاب هما عبده جوده وخليفة بوبلي، ووفقا للطليعة فقد كان الشابان عضوين بالحزب الاشتراكي الفرنسي، وكانا مرتبطين بجناحه اليساري، وقد انضم للجمعية عدد من المصريين المقيمين في باريس منهم: محمد والي ومحمد صبري السوربوني ومختار وميشيل توما وأنطون فرح، وقد صمم أعضاء الجمعية علما لمصر المستقلة، أحمر اللون يحمل ثلاثة شعارات تعبر عن الأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، وساندت الجمعية الوفد المصري عندما وصل إلى باريس، واعتمد الوفد عليها في الدعاية للقضية المصرية، لكن الخلاف سرعان ما دب بين الجمعية والوفد، كما فككت الانقسامات الجمعية وذهب كل عضو من أعضائها في اتجاه، خصوصا بعد عودة أغلبهم إلى الوطن.

 أما الخطاب الثاني فقد أرسله إلى مختار الدكتور حافظ عفيفي الذي كان عضوا في الوفد المصري ثم خرج مع المنشقين عليه وانتهت حياته السياسية رئيسا للديوان الملكي في أواخر عهد فاروق، يبرر حافظ عفيفي عدم وصول خطابات من أم كلثوم إلى مختار بخطأ في العنوان كان هو المتسبب فيه، وفي سياق الخطاب ترد فقرة مهمة يقول فيها حافظ عفيفي لمختار: "كتب لي ريموند من بروكسل خطابا رقيقا من بروكسل وهو كثير الاهتمام بعزيز، وإني متردد في إعطاء هذا الخطاب لعزيز، فإن ريموند يمني عزيز بمملكة الشام، وعزيز قد نزلت أطماعه كثيرا، وليس في استطاعة ريموند أن يقيم عزيز ملكا على الشام، وإنما هو سيعيد إلى عزيز أحلامه الماضية فيزيد آلامه ومتاعبه وينغص عليه حياته، ثم لا يكسبه شيئا".


الصفحة الأولى من خطاب حافظ عفيفي إلى مختار
 وعزيز المقصود هنا هو الفريق عزيز المصري باشا مربي الملك فاروق فيما بعد، والأب الروحي لرجال يوليو، والرجل الذي لعب دورا غامضا في السياسة المصرية والعربية في النصف الأول من القرن العشرين.


الصفحة الثانية من الخطاب
 

الصفحة الثالثة من الخطاب
 

الصفحة الأخيرة من خطاب حافظ عفيفي إلى مختار

أما الخطاب الثالث فخطاب شخصي من مختار إلى صديقه محمود خيرت يواسيه فيه بسبب ضائقة مالية كان يمر بها ويحول أن يهون عليه الأمر، المهم في هذا الخطاب أنه مكتوب على أوراق مدرسة الفنون الجميلة بدرب الجماميز، وقد عاد الخطاب إلى أوراق مختار الشخصية على يد ابن شقيقته بدر الدين أبو غازي الذي جمع كثيرا من الأوراق الخاصة بمختار والمرتبطة به من أصدقاء مختار، ومنهم محمود خيرت.
 
 
الصفحة الأولى من رسالة مختار إلى محمود خيرت وعليها ترويسة مدرسة الفنون بدرب الجماميز
 
يتبع....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا

  أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا عماد أبو غازي   إذا كنا نحي هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل طه حسين، فهناك مناسبة أخرى مرتبطة به ت...