السبت، 10 أبريل 2021

الدكتورة ضياء أبو غازي

 

الدكتورة ضياء أبو غازي

 (24 يناير 1924 – 10 أبريل 2001)

 اليوم تمر الذكرى العشرين لرحيل عمتي الدكتورة ضياء أبو غازي، كان لها فضل كبير على تكويني واتجاهي لدراسة التاريخ وللبحث العلمي، عرفت من خلالها المتحف المصري الذي كانت تعمل به وحكاية كل قطعة من قطعة الرئيسية قبل أن ألتحق بالمدرسة، عشقت التاريخ والآثار بفضلها،  كانت تصحبني طفلًا إلى دار الكتب في باب الخلق لأعتاد التعامل مع المكتبات العامة، علمتني كيف أكتب بحثًا وأنا تلميذ في الصف الأول بالمرحلة الثانوية عندما كان مدرس التاريخ يشجعنا على كتابة الأبحاث كنشاط إضافي، أشركتني معها وأنا طالب في الجامعة في إعداد دراسة بيوجرافية ببليوجرافية عن عالم الآثار الإسلامية علي بهجت، ووضعت اسمي إلى جانبها على البحث، وساعدتني على نشر أول بحث منفرد لي في مجلة علمية محكمة عقب تخرجي مباشرة، وقبل أن أسجل للماجستير أو أعين بالجامعة، وهذه سيرة مختصرة لها، أتمنى أن أتمكن في يوم ما من جمع أعمالها وإعداد ببليوجرافيا لها مع سيرة مفصلة، مثلما فعلت للكثيرين.



 ولدت ضياء أبو غازي في القاهرة في 24 يناير 1924، كان والدها محمود أبو غازي مدرسًا للتاريخ، وتوفي وهي في الثانية من عمرها، وربتها والدتها وخالها المثال محمود مختار، وهي الرابعة في الترتيب بين أخوتها الخمسة، التحقت بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول بعد أن انهت دراستها الثانوية بالمدرسة السنية للبنات.




 





وتخرجت في قسم التاريخ في الكلية عام 1946، والتحقت بعد ذلك بمعهد الآثار التابع لكلية الآداب حيث حصلت على دبلوم الآثار المصرية القديمة الذي كان يؤهل الحاصلين عليه للتسجيل لدرجة الدكتوراه؛ وقد حصلت بالفعل على درجة الدكتوراه في عام 1966 عن رسالة عن عبادة رع في الدولة القديمة، بإشراف الدكتور عبد الحميد زايد.







 التحقت بالعمل بمصلحة الآثار في عام 1950، وبدأت عملها أمينة مساعدة لمكتبة المتحف المصري التي كان يتولى أمانتها الدكتور عبد المحسن الخشاب المتخصص في المسكوكات اليونانية القديمة، ثم أصبحت أمينة للمكتبة، وقد بدأت في عام 1958 مع الدكتور عبد المحسن الخشاب في إعداد كتالوج لمكتبة المتحف المصري، وواصلت العمل فيه منفردة بعد وفاة الدكتور الخشاب، واكتمل العمل بملاحقه قبيل وفاتها.



 وفي منتصف الستينات أصبحت أمينة بالمتحف إلى جانب عملها بالمكتبة، وتولت أمانة قسم الدولة القديمة بالمتحف، وتدرجت في الوظائف بالمتحف إلى أن أصبحت أول امرأة تتولى منصب مديرة عام المتحف المصري عام 1978، وتدرجت بعد ذلك في المناصب العليا بالهيئة المصرية للآثار فأصبحت مديرة للمتاحف، ثم نائبة لرئيس الهيئة قبل إحالتها للمعاش في يناير 1984، وخلال سنوات عملها الأخيرة اهتمت بإنشاء المتاحف الإقليمية في مختلف المدن المصرية، كما أسست متحف المركبات الملكية ببولاق في نسخته الأولى، هذا إلى جانب اهتمامها الأساسي طوال رحلتها في العمل الوظيفي بتزويد مكتبة المتحف المصري بأحداث الإصدارات بمختلف اللغات، فتضاعف رصيد المكتبة عدة مرات، كما تواصل اهتمامها بالنشر العلمي في المتحف المصري والذي كان جزءًا من نشاط المكتبة، ثم في تشجيع النشر العلمي في باقي متاحف الهيئة ودعمه بعد توليها رئاسة قطاع المتاحف، كذلك أولت اهتمامًا كبيرًا بإحياء ذكرى الراحلين من علماء المصريات بوجه خاص وعلماء الآثار بوجه عام في محاولة منها لإبراز الإسهام المصري في هذا المجال، فتوالى إصدار الكتب التذكارية العلمية عن أحمد كمال وسليم حسن وسامي جبره وزكي إسكندر وغيرهم، كما قامت بإعداد دراسة ببليوجرافية عن عالم الآثار الإسلامية علي بهجت في الذكرى الخمسين لرحيله، كذلك اهتمت بالاحتفاء بإسهامات علماء المصريات الذين قدموا خدمات جليلة للعلم وفي مقدمتهم مسيو لوير.

وخلال مسيرتها العلمية نشرات عشرات الأبحاث والدراسات في مصر والخارج في الدوريات العلمية المتخصصة، وبالإضافة لذلك أسهمت ببحث عن الآثار والمتاحف في مصر في مشروع المسح الاجتماعي الذي صدر عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عام 1984.

شاركت في نشاط عدد من الجمعيات العلمية والثقافية، وكانت عضوة لمجلس الإدارة في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وفي جمعية أصدقاء متحف مختار.



وفي الثمانينيات والتسعينيات عينت أستاذة غير متفرغة بجامعة الزقازيق، وشاركت في الإشراف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه.

 ورحلت عن عالمنا في 10 أبريل سنة 2001...

أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا

  أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا عماد أبو غازي   إذا كنا نحي هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل طه حسين، فهناك مناسبة أخرى مرتبطة به ت...