الخميس، 10 أبريل 2014

من أرشيف فنان مصري
صور وأوراق محمود مختار
(1891  ـ 1934)
 ( 2 )
عماد أبو غازي
 في القاهرة شق مختار بنفسه طريقا جديدا لحياته عندما افتتح الأمير يوسف كمال مدرسة الفنون الجميلة بقصره بدرب الجماميز، أحد أحياء القاهرة، وعين فيها عددا من الأساتذة الأوروبيين، وكان مختار أول طالب يلتحق بالمدرسة الجديدة. وفي أوراق مختار الخاصة صورة لأحد هؤلاء الأساتذة الأوائل في الكلية الذين درسوا لمختار، هو الإيطالي بول فورشيللا.
 
 
في سنوات الدراسة تبين أساتذته نبوغه وتميزه في فن النحت، ونحت مجموعة من الأعمال تبقى منها القليل، من أشهرها تماثيل ابن البلد ورأس زنجية والمتسول والتمثال النصفي لزميل دراسته محمد حسن.
 وفي أرشيف مختار مجموعة من الصور التي ترجع لتلك السنوات المبكرة من حياته منها واحدة من أقدم صوره الفوتوغرافية الشخصية التي ترجع إلى مرحلة الدراسة بمدرسة الفنون بدرب الجماميز وقد التقطت عام 1910.
 
صورة شخصية لمختار موقعة ومؤرخة بخط يده تحمل تاريخ 28 يوليو
 
 
  أما هذه الصورة فتكشف عن عمل من الأعمال المفقودة لمختار والتي ترجع إلى مرحلة الدراسة في القاهرة، فلم يتبق من تمثال خولة بنت الأزور سوى هذه الصورة، وصورة أخرى للتمثال وحده.
 
 
 
 
 
تمثال خولة بنت الأزور من أعمال مرحلة الدراسة
 ومن الصور التي كان يحتفظ بها مختار في أوراقه الخاصة وتعرض الآن بقاعة التذكارات بمتحفه بالجزيرة بالقاهرة، هذه الصورة النادرة لمجموعة من طلبة مدرسة الفنون بأحد مراسم المدرسة.
 
ومع تخرج الدفعة الأولى من طلاب مدرسة الفنون الجميلة بدرب الجماميز سنة 1911 نظمت المدرسة أول معرض فني عام لطلابها أقيم بنادي الأتوموبيل المصري، وفي أرشيف مختار بعضا من صور هذا المعرض تظهر فيها منحوتات له.
 

 
صورتان من أول معرض أقيم لطلبة مدرسة الفنون الجميلة سنة 1911، وقد أقيم المعرض بمبنى نادي الأتوموبيل المصري (نادي سيارات) وشارك فيه طلاب المدرسة من مختلف التخصصات، وتظهر في الصورتين بعض منحوتات مختار منها تمثال ابن البلد وتمثاله لزميل دراسته محمد حسن.
 
وعندما تخرج مختار من المدرسة في سنة 1911 أرسله الأمير إلى مدرسة الفنون الجميلة بباريس في بعثة لاستكمال دراسته لفن النحت بناء على توصية أساتذته، وهناك أعاد اكتشاف مصريته.
 وفي أوراق مختار مجموعة من الصور لمرحلة الدراسة بباريس منها صور مع طلاب مدرسة الفنون الجميلة في احتفال ليلة الفنون الأربعة.
 

ثلاث صور من أرشيف مختار لاحتفالات ليلة الفنون الأربعة
 
 أدت ظروف الحرب العالمية الأولى وانقطاع طرق المواصلات إلى بقائه بفرنسا حتى نهاية الحرب، واضطر للعمل عاملا في مصانع الذخيرة بعد انقطعت الأموال التي كانت تأتيه من مصر، وقبيل نهاية الحرب نجح في الالتحاق بالعمل بمتحف جريفان للتماثيل الشمعية بباريس، ونحت مجموعة من التماثيل الشمعية لقادة الدول المنتصرة في الحرب الذين حضروا مؤتمر الصلح في باريس، وقد استمرت علاقته بالمتحف بعد أن ترك العمل فيه، فنحت تمثالا لراقصة البالية آنا بافالوفا، وعنما طلب منه أن ينحت تمثالا يمثل الفن في مصرنحت تمثالا شمعيا لأم كلثوم.
 
صورة من أرشيف مختار يظهر فيها تمثالان من منحوتته الشمعية
 
تمثال أم كلثوم الشمعي بمتحف جريفان
 
ولم يكن التمثال الشمعي الذي نحته مختار لأم كلثوم تمثاله الوحيد لها، ففي أرشيفه ما يدل على أنه نحت لها تمثالا نصفيا وإن كان لم يكمله على مايبدو، ففي أرشيفه الخاص صورة للتمثال مشكلا في الطين، وأم كلثوم لم تكن تعرف عن هذا التمثال شيئا، حسبما قالت لبدر الدين أبو غازي في محادثة تليفونية في الستينيات من القرن الماضي.
 





 ويبدو أن مختار نحت التمثالمن صورة فوتوغرافية لها، فبين أوراقه الخاصة كانت هناك صورة شخصية لأم كلثوم.










 
 

مختار في مرسمه بباريس وفي الصورة مجموعة من أعماله المفقودة
 
يتبع...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا

  أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا عماد أبو غازي   إذا كنا نحي هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل طه حسين، فهناك مناسبة أخرى مرتبطة به ت...