الاثنين، 11 سبتمبر 2023

عبد اللطيف إبراهيم في ذكراه

 

عبد اللطيف إبراهيم في ذكراه

عماد أبو غازي

ولد الأستاذ الدكتور عبد اللطيف إبراهيم يوم 29 إبريل سنة 1926، واسمه بالكامل عبد اللطيف إبراهيم علي مصطفى الدخاخني، وأمضى طفولته وشبابه في المنزل المملوك لأسرته في حي الجيزة، وكان الثاني بين ثلاثة أبناء وابنة، أنهى دراسته الثانوية بالمدرسة السعيدية بالجيزة، والتحق بكلية الآداب في جامعة فؤاد الأول ـ القاهرة حاليا ـ في العام الجامعي 1945-1946، في فترة كانت مصر تموج فيها بمد وطني معاد للاستعمار، شاركت فيه كل القوي السياسية بمختلف توجهاتها، وقد انخرط الشاب عبد اللطيف إبراهيم في النشاط السياسي الطلابي، وتعرض بسبب ذلك للملاحقة البوليسية، وقد انقطعت صلته بالنشاط السياسي المنظم في مرحلة مبكرة من حياته، هذا وقد تخرج عبد اللطيف إبراهيم من قسم التاريخ في عام 1949، وبعد تخرجه عمل لفترة قصيرة بالتدريس في التعليم الثانوي، كما التحق بالمعهد العالي للتربية فحصل على دبلوم التربية عام 1950، ثم اتجه إلي دراسة الآثار الإسلامية، في معهد الآثار التابع لكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، وحصل على الدبلوم العالي في تخصص الآثار الإسلامية سنة 1952، ومن هنا بدأت رحلته مع الوثائق العربية، ويعد الدكتور عبد اللطيف إبراهيم المؤسس للمدرسة الأكاديمية لدراسة الوثائق العربية غي مصر والعالم العربي، وقد أمتد إسهامه في هذا المجال منذ منتصف الخمسينات من القرن العشرين حتى نهاية صيف العام الأول من القرن الجديد، قبيل وفاته في سبتمبر 2001؛ فقد توفي الأستاذ الدكتور عبد اللطيف إبراهيم صباح 11 سبتمبر 2001، وكان يراجع رسالة ماجستير لأحد تلاميذه في الساعات القليلة السابقة على دخوله للمستشفى يوم الخميس 6 سبتمبر 2001.

ويمكن أن نلخص جهود الدكتور عبد اللطيف إبراهيم في ثلاثة مجالات رئيسية:

  المجال الأول: ما قدمه من دراسات وأبحاث في الوثائق العربية بدأ من رسالته للدكتوراه عن وثائق السلطان الأشرف قانصوه الغوري وانتهاء بآخر أبحاثه المنشورة عن إعداد المشتغلين بالأرشيف، وكانت رسالته أول رسالة في الوثائق جمعت الدراسة الدبلوماتية والتاريخية والأثرية والأرشيفية، وعندما سجل رسالته للدكتوراه بعنوان دراسات تاريخية وأثرية في وثائق من عصر الغوري، فكانت أول رسالة أكاديمية في تخصص الوثائق، رغم أنها سجلت في قسم الآثار الإسلامية، وقد تتابع في الإشراف عليها أساتذة رواد في مجالات تخصصهم وهم: أدولف جروهمان ومحمد مصطفى زيادة وفريد شافعي، وقد حصل عليها بمرتبة الشرف الأولي من كلية الآداب ـ جامعة القاهرة ـ قسم الآثار، وقدم خلال مسيرته العلمية أكثر من ثلاثين بحثًا في مجالات تحقيق الوثائق ونشرها، والدراسات الأرشيفية، والآثار والفنون الإسلامية.

 المجال الثاني: الرسائل الأكاديمية التي أشرف عليها في تخصص الوثائق طوال أربعة عقود متوالية، تنوعت فيها الرسائل بين مجالات الدراسة الثلاث في علوم الوثائق، تحقيق ونشر الوثائق، إدارة الوثائق الجارية.

 المجال الثالث: ما قدمه من جهود في مجال تطوير الدراسة في تخصص الوثائق في جامعة القاهرة، وغيرها من الجامعات المصرية وفي بعض الجامعات العربية كذلك.

 ولم تقتصر جهود الدكتور عبد اللطيف إبراهيم على ما قام به في مجال تأسيس مدرسة أكاديمية للوثائق العربية في مصر بل امتدت إلى الأشراف العلمي على الرسائل الأكاديمية في تخصصات الآثار والتاريخ بالإضافة إلى جهوده في تأسيس المؤسات الأرشيفية في الوطن العربي وتطويرها.


 

أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا

  أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا عماد أبو غازي   إذا كنا نحي هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل طه حسين، فهناك مناسبة أخرى مرتبطة به ت...