الأحد، 28 مارس 2021

مصر وإيطاليا جذور ضاربة في أعماق التاريخ

 

مصر وإيطاليا

بين 16 و20 أكتوبر 2011 نظمت السفارة الإيطالية في القاهرة بالتعاون مع القنصلية الإيطالية في إسكندرية والمعهد الثقافي الإيطالي في القاهرة احتفالية ثقافية بمناسبة مرور 150 سنة على الوحدة الإيطالية وتأسيس إيطاليا الحديثة، الاحتفالية كانت بعنوان "عيد ميلاد سعيد يا إيطاليا، وضمن الاحتفالية كان فيه ندوة حول تأثير النهضة الإيطالية على نشأة الوعي القومي في مصر، شارك فيها مجموعة من المداخلات ل 11 من الإيطاليين والمصريين، دي كانت كلمتي في الندوة:

 



مصر وإيطاليا جذور ضاربة في أعماق التاريخ

عماد أبو غازي

 

 مصر وإيطاليا علاقة تمتد لأكثر من ألفي عام... علاقة من التفاعل بين ثقافتين وحضارتين وشعبين... تأثيرًا وتأثرًا، وككل علاقة طويلة ممتدة بهذا العمق في التاريخ فإن هناك لحظات إيجابية وأخرى سلبية في هذه العلاقة...

 وربما كانت القرون الستة الأخيرة هي الأكثر إيجابية في تلك الرحلة التاريخية الطويلة الممتدة... وأتوقف في هذه القرون الستة عند نقاط بارزة في العلاقات بين مصر وإيطاليا.

 النقطة الأولى: ففي القرن الخامس عشر الميلادي وفي لحظة محورية من لحظات التاريخ الإنساني التي شهدت تحولات جوهرية في مسيرة الإنسانية، لحظة فارقة في تاريخ العالم كله، وصلت العلاقات بين مصر والمدن الإيطالية وفي مقدمتها البندقية وجنوه إلى أوجها، في وقت كانت النهضة الإيطالية تؤتي ثمارها وتفتح الباب أمام تحولات هيكلية في المجتمعات الأوروبية، وكانت علاقة سلطنة المماليك في مصر والشام بمدن إيطاليا النهضة تزداد عمقًا، وتستند إلى المصالح المشتركة؛ فمصر التي تتحكم في جزء من طرق تجارة الشرق هدد وجودها المستقل الدولة العثمانية الناشئة الصاعدة... مصر المملوكية تمد يدها إلى البندقية لتدخل معها في علاقة تحالف تجاري وسياسي قوي... وتأتي من البندقية مشروعات حفر قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط تجدد مشروعًا مصريًا ضاربًا في أعماق التاريخ، وتضع الخطوط الأولى لإنجاز هذا المشروع في تاريخنا الحديث.


المحطة الثانية: عصر محمد علي باشا مؤسس الدولة الحديثة، والذي اعتمد في جزء مهم من مشروعه على الخبرات الإيطالية، كما وجه بعثته الأولى إلى إيطاليا، وقد سار على نهجه حفيده إسماعيل باشا ومن بعده ابنه فؤاد، ورغم أن معظم البعثات قد توجهت إلى فرنسا بعد البعثة الأولى فقد ظل التأثير الإيطالي باديًا في الثقافة المصرية؛ فجاءت في هذا العصر التأثيرات الإيطالية في الفنون المختلفة... الموسيقى والمسرح والأوبرا والفنون الجميلة، بالإضافة إلى التأثيرات في مجال الإدارة الحكومية، وزاد من المؤثرات الإيطالية في الثقافة المصرية الجاليات الإيطالية الكبيرة التي عاشت في مصر وتفاعلت مع أهلها.

 وفي القرنين التاسع عشر والعشرين ظهرت النهضة الإيطالية في كتابات المؤرخين والمفكرين المصريين.

 المحطة الثالثة... عندما قامت الثورة العرابية وبدأت المؤامرات الأوروبية ضدها، تلك المؤامرات التي انتهت بالاحتلال البريطاني لمصر في سبتمبر 1882، ساند أحرار إيطاليا وثوارها – إيطاليا الجديدة الموحدة – ساندوا الثورة المصرية وتضامنوا معها.



 ولم تكن مصر هي البلد الوحيد في الشرق الذي تأثر بإيطاليا في مشروعه النهضوي، فقد استندت تجربة النهضة الأولى في لبنان والتي قام بها الأمير فخر الدين المعني الثاني، على دعم إيطاليا وتجربتها النهضوية.

أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا

  أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا عماد أبو غازي   إذا كنا نحي هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل طه حسين، فهناك مناسبة أخرى مرتبطة به ت...