الخميس، 5 أغسطس 2021

1919 - حكايات الثورة والثوار

 

1919 - حكايات الثورة والثوار

عماد أبو غازي

 صدر عن دار الشروق في الأيام الأخيرة من معرض القاهرة للكتاب كتابي الجديد "1919 – حكايات الثورة والثوار"، وأصبح متاحًا هذا الأسبوع في مكتبات الشروق، وكنت قد انتهيت من كتابته في أخر أيام سنة 2019، واخترت لتصديره فقرة مما كتبه المؤرخ المصري الرائد محمد صبري الشهير بالسوربوني في كتابه عن ثورة 1919 الذي أصدره بالفرنسية في جزئين أثناء سنوات الثورة، يقول السوربوني عن الثورة:

 "بالتأكيد إن هذه الثورة واحدة من أجمل الثورات في التاريخ؛ لقد كانت عفوية سببتها سياسة الخنق المنظَّم ضد شعب من أربعة عشر مليون نسمة، مجمع كله على حقه في الاستقلال والحرية؛ هذه الكلمات القليلة "سياسة الخنق المنظَّم" تلخِّص وحدها كلَّ الأسباب البعيدة والقريبة للثورة. وإذا كان من الضروري أن نضع خطًّا فاصلًا بين الأسباب البعيدة والقريبة فإن سنة 1914 هي هذا الخطّ الفاصل؛ ذلك أنها السنة التي أعلنت فيها - بشكل غير شرعي – الحماية البريطانية".



  الكتاب يضم مجموعة من المقالات الصغيرة التي أعدت صياغتها لتصدر مجمعة تحت عنوان حكايات الثورة والثوار، وقد كتبتها ونشرتها متفرقة على مدي 15 سنة.

يبدأ الكتاب بمشهد افتتاحي بعنوان "قبل الثورة"؛ يليه أربعة فصول، ثم مشهد ختامي بعنوان "ميلاد مصر جديدة".

 الفصل الأول بعنوان الثورة أيام وحكايات توقفت فيه عند تسعة أيام وحكايات؛ اليوم الأول: "13 نوفمبر... يوم تغير فيه التاريخ"، اليوم الثاني: 23 نوفمبر وميلاد الوفد المصري، ثم "نوفمبر وديسمبر 1918... مصر تتحرك"، رابع الأيام: "يوم 13 يناير 1919... خطاب سعد الأول"، اليوم الخامس: "يوم 6 فبراير... ووقف أحد السامعين"، ثم: "يوم 9 مارس والأيام التالية"، اليوم السابع: "7 أبريل... انتصار الإرادة"، فوقفه في "أبريل 1921... موجة جديدة من الثورة"، وأخيرًا: "22 ديسمبر 1921... النفي الثاني".

 الفصل الثاني بعنوان "شعب وقائد" وفيه ست حكايات؛ الحكاية الأولى: "حكاية بيت الأمة"، والثانية بعنوان: "إثبات الموقف" وتتناول جزء من قصة التوكيلات، ثم حكاية "سعد في المنفى"، وحكاية "حوار مع سعد زغلول في لندن"، والحكاية الخامسة عن "سنوات الشدة والإرهاب"، وفي ختام هذا الفصل حكاية "وزارة سعد الأولى والأخيرة".

 ويستعرض الفصل الثالث مجموعة من وجوه الثورة وحكاية كل واحدة وواحد منهم؛ عبد الرحمن فهمي الرجل الذي قاد سعد الثورة من خلاله، وهدى شعراوي... إيزيس القرن العشرين، وفخري عبد النور الوطني الغيور كما أسماه سعد، وحكاية محمد صبري السوربوني وتوثيق الثورة، وحسين رشدي باشا رئيس الحكومة الذي ساند الثورة، ثم حكاية ابن القباقيبي... حكاية طفل ساند الثورة، وأخيرًا حكاية نقلتها عن فتحي رضوان عن أخته التي شاركت في الثورة وهي تلميذة في المرحلة الثانوية.

 أما الفصل الرابع والأخير فيتناول "ثورة 1919 والإبداع" من خلال أعمال سيد درويش ومختار وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ.

 وهذا تقديم الكتاب:

"في 2019 مرَّت الذكرى المئوية الأولى للثورة المصرية الكبرى؛ ثورة 1919؛ الثورة التي بدأت مقدمتها الفعلية يوم 13 نوفمبر 1918، وجاءت النهاية مع نهاية عام 1923 بإجراء الانتخابات العامة وفقًا لدستور 1923، واكتملت فصولها في 28 يناير سنة 1924 مع تشكيل حكومة الشعب؛ حكومة سعد زغلول الأولى والأخيرة؛ لتبدأ بعدها مرحلة جديدة في تاريخ مصر مستندة إلى المنجز الذي حققته الثورة، لكنها في الوقت ذاته قائمة على توازن القوى بين طرفي الصراع على الساحة المصرية؛ تيار الثورة يقوده الوفد المصري من ناحية وسلطات الاحتلال البريطاني والملك ومعهما أحزاب وساسة موالون للملك والاحتلال من ناحية أخرى، وبينهما أحزاب الأقلية التي تتأرجح مواقفها في الصراع بين القطبيْن الرئيسيْن. لقد انتهت هذه الحقبة بنجاح حركة الضباط الأحرار فجر يوم 23 يولية 1952؛ وإن كانت لهذا اليوم أيام تسبقه وأيام تليه أنهت مرحلة ثورة 1919 شبه الليبرالية؛ فيوم 26 يناير 1952، يوم احترق قلب القاهرة، دُقَّ المسمار الأول في نعش تلك المرحلة؛ ويوم 29 مارس 1954 كانت الهزيمة الكاملة لتجربة الديمقراطية المنقوصة في مصر.

    وحكاية ثورة 1919 هي صفحة من كتاب الوطن؛ صفحة مضيئة من تاريخ مصر، قدَّم فيها المصريون آلاف الشهداء والجرحى خلال شهر واحد؛ وقدموا نماذج ملهمة للعمل الثوري على مدى خمس سنوات هي عمر الثورة بجميع مراحلها.

لقد كانت ثورة 1919 تتويجًا لنضال طويل متواصل للمصريين أخذت أهدافه تتبلور تدريجيًّا منذ ثورة المصريين في يولية سنة 1795 ضد طغيان أمراء المماليك. لقد سارت تلك الأهداف في اتجاه أساسي: انتزاع حق المصريين في إدارة أمور بلادهم بأنفسهم، أو ما عبرت عنه الحركة الوطنية المصرية منذ سبعينيات القرن التاسع عشر وصاغته في شعار "مصر للمصريين"؛ ذلك الشعار الذي تحوَّل منذ مطلع القرن العشرين إلى مطلبيْن محدديْن: الاستقلال والدستور، وكان المطلبان هدفيْن كبيريْن لثورة 1919.

 في هذا الكتاب أقدِّم بعضًا من حكايات الثورة والثوار، إنه ليس تأريخًا للثورة لكنه سردٌ لبعض الحكايات المرتبطة بالثورة التي غيَّرت وجه مصر إلى حين؛ الثورة التي أرست فكرة القومية المصرية بشكل مكتمل للمرة الأولى؛ حكايات نشرت بعضها متفرقًا من قبل، وجمعت بعضها الآخر في "حكاية ثورة 1919" منذ عشر سنوات مضت، وأضفت إليها حكايات جديدة، فما زال هناك جديدٌ في حكايات الثورة المصرية."

أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا

  أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا عماد أبو غازي   إذا كنا نحي هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل طه حسين، فهناك مناسبة أخرى مرتبطة به ت...