الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

الاحتفال برأس السنة المصرية (3)
 المقال التالت في سبتمبر 2007 بعد الاحتفال اللي عملته مجموعة مصريين ضد التمييز الديني في راس السنة المصرية، وفيه الكلمة اللي قلتها في الاحتفال وتغطية للي تم في اليوم ده.
 من سنة 2007 اتجددت الاحتفالات براس السنة المصرية وكل يوم بيزيد اللي عارفين معنى اليوم ده ومناسبته.

                                                        المقال الثالث

توت 6249 سبتمبر 2007
مخربشات
كل توت ومصر طيبة وإحنا طيبين
عماد أبو غازي
 كل سنة وأنتم طيبين اليوم الأربعاء 12 سبتمبر هيوافق اليوم الأول من شهر توت أول شهور السنة المصرية، واللي بنسميه عيد النيروز، كان العيد ده دايما من أهم الأعياد اللي بيحتفل بها جميع المصريين علشان ارتباطه بالنيل مصدر الحياة في مصر، والمصريين بدو تقويمهم سنة 4241 قبل الميلاد، يعني إحنا السنة دي هنبدأ سنة 6249 مصرية، أجددنا سموا الشهور على أسامي الآلهة، وشهر توت متاخد من تحوت إله الحكمة ورب القلم اللي اخترع الكتابة وقسم الزمن في اعتقاد جدودنا المصريين زمان، وتحور الاسم في اللغة القبطية وبقي توت.
 وبتقترن بداية السنة المصرية القديمة بشروق النجم سوبديت اللي بيسميه العرب الشعرى اليمانية في الأفق مع شروق الشمس، ولاحظ المصريين ارتباط الظاهرة الفلكية دي بوصول الفيضان لمدينة منف، فخدوا المناسبة دي وخلوها بداية لتقويمهم النجمي اللي بتتكون فيه السنة من 365 يوما وربع، زي التقويم الشمسي، المصريين القدماء اكتشافوا نظام تتابع الزمن من بدري، تمام زي ما ابتكروا الزراعة في وادي النيل، علشان كده الفلاح المصري اعتمد في الزراعة على التقويم ده من أكتر من ست آلاف سنة ولسه بيعتمد عليه.
 مصر فضلت تحتفل براس السنة المصرية لآلاف السنين، لكن الاحتفال وقف لما العثمانيين احتلوا مصر، في سنة 1893 جمعية التوفيق القبطية رجعت تحتفل مرة تانية بالنيروز، لكن الاحتفال كان محدود، وبيختفي تدريجيا.
من سنتين تقريبا كتبت تحت عنوان "النيروز الذي نسيناه"، علشان أفكر الناس بالعيد ده، العيد اللي اتنسى من حياتنا، عيد راس السنة المصرية، يومها دعيت لإحياء الاحتفال بيه باعتباره تراث ثقافي مصري مهدد بأنه يضيع، وباعتبار أن السنة المصرية اللي بتبدأ بشهر توت هي الأساس اللي بتقوم عليه الزراعة المصرية لغاية دلوقتي، واللي بيعرف شهورها كل فلاح في بلدنا.
 ومن شهور قليلة طرح عليّ الصديق بيومي قنديل، فكرة إحياء الاحتفال براس السنة المصرية على المستوى القومي، والدعوة لإن الاحتفال يأكد على فكرة المواطنه اللي بتجمع المصريين باختلاف انتماءاتهم الدينية وأصولهم العرقية، ومافيش مناسبة مشتركة بين كل المصريين أكتر من المناسبة دي، اللي بترتبط بفيضان النيل وليها جدورها القديمة من زمان.
 وبعدين قريت في موقع مجموعة "مصريون ضد التمييز الديني"، اقتراح للمهندس شادي أنسي عجوة بيدعو فيه المجموعة إنها "تشن حملة على أرض الواقع للتقريب بين المسلمين و المسيحيين و غيرهم بجعل هناك يوم مشترك يحمل صبغة مصرية يجمع كل المصريين" وقد أقترح "أن يكون هذا اليوم عيد تمام فيضان النيل رمز الخير في مصر و هو نفسه عيد رأس السنة المصرية الفرعونية".
 الأمر اللي شجعني على للكتابة مرة تانية في الموضوع ده، والدعوة تاني للاحتفال برأس السنة المصرية شعبيا ورسميا، وإن أول توت من كل سنة يكون عيد للمواطنة في مصر.
 يوم الجمعة اللي فاتت احتفل اكتر من متين وخمسين مصري ومصرية في القرية الفرعونية بالمناسبة دي، بدعوة من الصالون المصري والقرية الفرعونية، والليلة اللي فاتت احتفل مصريين في لندن وفي دبي برأس سنتنا المصرية القديمة، احتفال القرية الفرعونية كان فيه كلمات قليلة للتعريف بالاحتفال ومناسبته وتاريخه، وبعدين حفلة فنية موسيقية غنائية لفرقة "رحالة"، وبعدها توزيع لشهادات تقدير وتكريم على مجموعة من اللي قدموا إضافة لقضية المصرية في حياتنا. تم تكريم المرشدة السياحية الرائدة ليلى الطرابلسي، ومحسن لطفي السيد صاحب مدرسة التعريف بالتاريخ المصري والحضارة المصرية، وخيرت الملط صاحب مشروع إحياء الموسيقى المصرية القديمة، وقناة أو تي في الرائدة في استعمال العامية المصرية في برامج التلفزيون ونشرات الأخبار، وبعدها كان فيه حفل عشا مصري.
دي كانت خطوة على الطريق لكن هتفضل الدعوة لإعادة الاحتفال شعبيا ورسميا برأس السنة المصرية، أقدم وأهم عيد مصري عبر العصور، علشان يكون يوم عيد للمواطنة نحلم فيه كلنا بمصر وطن لكل المصريين، بمصر خالية من كل أشكال التمييز، بمصر تحترم حرية العقيدة وتحقق وحدتها باعترافها بقيمة التنوع الخلاق.
 وباقترح انه اعتبارا من سنة 6250 مصرية نخللي كل سنة باسم مصري من اللي كانت مصر همهم وقضيتهم سوا كانوا مصريين ابا عن جد أو زي كتير مننا اندمجوا في مصر اللي بتهضم كل غريب، يعني سنة تكون باسم ابن عروس وسنة للطهطاوي، وغيرهم زي أحمد لطفي السيد، محمد حسين هيكل، هدى شعراوي، سلامة موسى، طه حسين، الحكيم، نجيب محفوظ، مصطفى مشرفة، شفيق غربال، سليمان حزين، سيزا نبراوي، درية شفيق، فؤاد حداد، صلاح جاهين، يحيي حقي، خليل قاسم، مختار، راغب عياد، حامد سعيد، بيكار، سيد درويش، داوود حسني، بديع خيري، أم كلثوم.
 أتمنى إننا نحتفل جميعا السنة اللي جاية برأس السنة المصرية ومعنا مصر كلها. وزي ما قلت قبل كده يوم أجازة زيادة مش هيخرب الدنيا.

 وكل توت وأنتم طيبين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا

  أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا عماد أبو غازي   إذا كنا نحي هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل طه حسين، فهناك مناسبة أخرى مرتبطة به ت...