المرأة والفنون
(1919
ـ 1952)
(3)
المرأة وفنون
المسرح والسينما
عماد أبو غازي
عرفت
مصر فن المسرح بمفهومه الحديث في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، لكن مشاركة
المرأة المصرية في الأعمال المسرحية كممثلة تأخرت بعض الشيء، في البداية كان بعض
الرجال والفتيان يؤدون الأدوار النسائية، ثم بدأت النساء غير المصريات والمتمصرات
يقمن بتلك الأدوار، وبالتدريج ظهرت ممثلات مصريات ولعبن أدوارا على المسرح، وكان
من بينهن الممثلة الرائدة فاطمة رشدي، التي ولدت في الإسكندرية عام 1908 وبدأت
حياتها الفنية في سن مبكرة، حيث التحقت بفرقة عبد الرحمن رشدي سنة 1919، وتعتبر
فاطمة رشدي أول نجمة مسرحية مصرية، وقد امتد نجاحها إلى عدد من الدول العربية التي
قدمت فيها عروضها المسرحية، حتى أصبحت نجمة للمسرح على المستوى العربي.
فاطمة رشدي
وقد شهد عام 1926 حدثا مهما في علاقة المرأة
بالمسرح، ففي ذلك العام قامت فاطمة رشدي بتأسيس فرقة مسرحية تحمل اسمها، وقد قدمت
فرقتها عددا من كلاسيكيات الأدب العالمي، مثل: غادة الكاميليا وآنا كارينينا،
ولعبت فاطمة رشدي دور البطولة في كثير من المسرحيات، ولم يقتصر دورها على المسرح
فقط بل لعبت أدوارا في السينما كما كانت واحدة من أربع نساء رائدات في مجال
الإخراج السينمائي، ولم تكن فاطمة رشدي فنانة المسرح الوحيدة التي ظهرت في تلك
الحقبة وجمعت بين فني المسرح والسينما، فقد شهدت الساحة الفنية المصرية أسماء
لامعة عديدة منهن: دولت أبيض وروزاليوسف وأمينة رزق وعلوية جميل وماري منيب وغيرهن
كثيرات.
دولت أبيض
روزاليوسف
أمينة رزق
أما فن السينما فقد عرفته مصر بعد نشأته بفترة
وجيزة، ففي مدينة الإسكندرية أقيم أول عرض سينما توجراف في عام 1897، وبعدها بعشر
سنوات كان أول فيلم سينمائي يصور في مصر ويدور حولها على أيدي بعض الأجانب
المقيمين في مصر، وفي مطلع العشرينيات من القرن العشرين يؤسس محمد بيومي استوديو
آمون ويبدأ في إخراج أفلام تسجيلية وروائية قصيرة، وفي أول أفلامه "برسوم
يبحث عن وظيفة" 1923 تظهر على الشاشة ممثلتان، ثم تأتي النقلة الكبرى في
علاقة المرأة بالسينما بعدها بأربع سنوات، وعلى وجه التحديد في يوم 16 نوفمبر 1927
تنتج عزيزة أمير أول فيلم سينمائي روائي مصري طويل صامت، فيلم "ليلى"،
وقد عرض الفيلم بدار سينما متروبول بالقاهرة، وكانت عزيزة أمير قد بدأت حياتها
الفنية سنة 1925 ممثلة في فرقة رمسيس المسرحية مع يوسف وهبي، ثم اتجهت إلى الإنتاج
السينمائي، وخلال خمسة وعشرين سنة بين سنتي 1927 و1952 أنتجت خمسة وعشرين فيلما،
كان أخرها أمنت بالله سنة 1952. وقد لعبت عزيزة أمير دورا مهما في تأسيس صناعة
السينما في مصر ممثلة ومؤلفة ومنتجة ومخرجة، ولعبت مع فاطمة رشدي وبهيجة حافظ وأمينة
محمد دورا رياديا كأربع مخرجات واكبن نشأة هذا الفن في مصر منذ مولده. وقد كان
لعزيزة أمير فضلا في اكتشاف عديد من المواهب الفنية في كافة المجالات.
عزيزة أمير
ومن الجدير بالذكر أن السينما المصرية نهضت ونمت
بالفعل على أيدي نساء مبدعات من أمثال: عزيزة أمير وبهيجة حافظ وآسيا داغر
اللبنانية الأصل التي جاءت إلى القاهرة وعاشت بها وأسست شركة الفيلم العربي التي
أصبح اسمها فيما بعد لوتس فيلم.
وقد شهدت تلك الحقبة من تاريخ مصر ظهور عددا من
نجمات السينما في مصر اللاتي استمر دورهن لسنوات طويلة وخططن للمرأة المصرية مكانة
بارزة في هذا الفن، منهن راقية إبراهيم وليلى فوزي ومديحة يسري وفاتن حمامة وغيرهن
كثيرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق