الثلاثاء، 1 يناير 2019

غاندي في ذاكرتي

غاندي في ذاكرتي

https://issuu.com/sawtulhind/docs/sawtulhind_magazine_503



عرفت قصة غاندي كزعيم ناضل من اجل استقلال الهند، واتبع النضال السلمي ومذهب اللاعنف طريقا لمقاومته لأكبر الإمبراطوريات الاستعمارية من حكايات جدتي لأبي التي كانت ترويها لي وانا طفل صغير قبل ان التحق بالمدرسة، كانت تحكي لي عنه مع حكايتها لي عن سعد زغلول الذي حرك ثورة الشعب المصري سنة ١٩١٩، كانت تحكي لي عن دعوات غاندي لمقاطعة البضائع الانجليزية وهي تحكي لي عن مقاطعة المصريين للبضائع والشركات الأجنبية في عشرينيات القرن. 
تعلقت بالرجل؛ وارتسمت في ذهني منذ طفولتي المبكرة صورة المهاتما غاندي رجلا كبير السن نحيف الجسد يرتدي نظارات مستديرة، وزي بسيط، وصورتان فوتوغرافيتان له التصقتا بذاكرتي، غاندي ومغزله، وغاندي ومعه عنزته التي يعيش على حليبها، عشقت في طفولتي الرجل وعندما وجدت مجموعة صور صغيرة لشخصيات سياسية من العالم تباع وعليها نبذة صغيرة عن كل شخصية، حرصت على ان اقتني صورة غاندي لأعلقها فوق سريري، وفِي مراهقتي سيطرة فكرة اللاعنف ومنهج المقاومة السلمية عليّ، فقد كنت أكره العنف واستخدام القوة، وبدأت أقرأ عن غاندي وقصة حياته ونضاله، وأجمع مقولاته في كراسة كنت أدوّن فيها أبياتا من الشعر وبعض الاقوال المأثورة. 
في شبابي تجدد لقائي بغاندي مع قصيدة الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم ساتياجراها التي أهداها الى روح المهاتما غاندي محرر الهند العظيم، والتي قال فيها:
لف المغزل تاني تاني
إغزل توبك
واغزل تاني
ملعونة السلعة البحراني
واللي جلبها
واللي قناها
ساتيا جراها
ساتيا جراها
ساتيا جراها
تعني سلام
لا سلبية ولا استسلام
لكن خطوة تسير قدام
بالشعب
إن هب وخطاها
ساتيا جراها
ساتيا جراها
وكم كانت سعادتي عندما كنت وزيرا للثقافة في أعقاب ثورة ٢٥ يناير، أن أنال شرف ازاحة الستار عن تمثال المهاتما غاندي في بهو المجلس الأعلى للثقافة، ذلك التمثال الذي أهدت سفارة الهند بالقاهرة نسخة برونزية منه لوزارة الثقافة المصرية. 




وفِي زيارة أخيرة لمملكة تايلاند شاهدت نسخة أكبر من التمثال نفسه ببهو مقر مكاتب الامم المتحدة بالعاصمة التايلاندية بانكوك، فالتقطت له صورة لأضمها إلى ملف الصور الذي احتفظ به للمهاتما غاندي. 



لقد كانت أفكار المهاتما غاندي والمبادئ السامية التي دعا إليها هادية لي دوما في حياتي، مثلما كانت مرشدة لملايين من البشر على كوكبنا. وهذا ما اعتز به أشد الاعتزاز 
عماد أبو غازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا

  أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا عماد أبو غازي   إذا كنا نحي هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل طه حسين، فهناك مناسبة أخرى مرتبطة به ت...