الأربعاء، 16 مايو 2018

من أوراق بدر الدين أبو غازي (8) معرض الأستاذ حامد عبد الله أول مقال في النقد الفني


من أوراق بدر الدين أبو غازي (8)
معرض الأستاذ حامد عبد الله
أول مقال في النقد الفني

 علاقة بدر الدين أبو غازي بالفن التشكيلي، أو زي ما كانوا بيسموه وقتها الفنون الجميلة ابتدت بدري، وذه بسبب خاله محمود مختار، متابعة نشاط الخال زرع عنده حب الفن، وبعد وفاة مختار سنة 1934 ابتدى بدر اللي كان عمره 14 سنة يجمع كل اللي بيتكتب عن خاله، وبعدها بكام سنة فكر إنه يكتب كتاب عنه، وبالفعل صدرت الطبعة الأولى للكتاب سنة 1949، لكن قبلها بدر كان ابتدى يكتب مقالات في النقد الفني كان بينشرها في مجلة الفصول.
 لكن أول مقال كتبه في النقد التشكيلي كتبه سنة 1942 عن المعرض الأول والثاني لصديقه الفنان حامد عبد الله اللي عملهم سنة 42 في القاهرة وإسكندرية.

من أعمال حامد عبد الله المبكرة
 حامد وبدر كانوا أصدقاء من بداية مرحلة الشباب، كانوا ساكنين في المنيل، وبيجمع بينهم حب الفن، كانوا بيقضوا ساعات على القهوة في المنيل القديم يتناقشوا في المصطلحات الفنية وفي المعارض اللي بيشفوها مع بعض.
أنا مش عارف المقال ده اتنشر فين؟ لكن لقيت الأصل اللي مكتوب بخط إيد بدر الدين أبو غازي.
ده المقال:


معرض الأستاذ حامد عبد الله

 الأستاذ حامد عبد الله فنان مصري جديد أقام معرضه الأول في القاهرة منذ شهر بنادي جماعة أصدقاء الثقافة الفرنسية، واليوم يقيم معرضًا آخر للوحاته في الإسكندرية بنادي جماعة الآتيليه.
 وفي اللوحات المعروضة في المعرضين ما آثار إعجاب رجال الفن والأدب بقدرة الفنان المصري الجديد على التعبير عن صور صادقة من الحياة المصرية بأسلوب فيه شخصيته، وفيه جرأة نادرة في توزيع الألوان، وفي التناسق بين الظل والنور، وفي براعة التكوين وتوزيع الكتل.
 ولكن شيئًا آخر يثير في النفس إعجابًا عميقًا بهذا الفنان الشاب، هو حياته وكفاحه من أجل فنه... فلقد سلك طريق الفن وسط حياة شاقة عابسة.. لم يتلق أصول الفن في ظل معهد يرعاه أو أستاذ يرشد خطاه.. وكانت كل الظروف كفيلة بأن تصرفه عن الفن، ولكنه لم يبال هذه العقبات واستمر سبع سنين ينقب عن أسرار الجمال في ظلال الطبيعة وفي المتاحف والكتب حتى اهتدى إلى نفسه وبدأ يلتمس النور وسط الظلام العابس...
 وعندئذ رحل إلى أسوان وأقام زمنًا في هذا البلد المصري الأصيل الذي لم يغير التطور من روحه القديم.. وهناك صور كثيرًا من مظاهر الحياة المصرية...
 وكانت أسوان بداية الطريق الذي وجه أنظار الناس نحو خطواته في سبيل الفن... وأثارت لوحاته عنها إعجابهم به وتشجيعهم له بعد سنين طويلة من حياة شاقة عابسة.
 فليذكر هؤلاء الذين يتوافدون اليوم على معرضه وهم يتطلعون إلى سر الجمال في لوحاته كفاحه الصادق من أجل فنه.. وهذه الحياة القاسية التي أقبل إلينا منها ليزدادوا إعجابًا بالرجل وتقديرًا للفنان...
1942

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لطيفة الزيات: قائدة في انتفاضة ١٩٤٦ وفارسة في مواجهة التطبيع

  لطيفة الزيات: قائدة في انتفاضة ١٩٤٦  وفارسة في مواجهة التطبيع   عماد أبو غازي     لطيفة الزيات علامة من علامات الجيل الذي ولد بعد ثو...