الخميس، 5 أبريل 2018

1968 عصر جديد


1968... عصرٌ جديدٌ
عماد أبو غازي
  في تاريخ الإنسانية سنوات فاصلة، سنوات يمكن أن نعتبرها علامات على تحولات كبرى في حياة البشر؛ وعام 1968 واحدًا من هذه السنوات؛ لقد كان عام 1968 عامًا للطلاب الثائرين، عامًا لثورات الشباب على مستوى العالم كله، عامًا للاحتجاجات العمالية، ولتبلور حراك يساري جديد هز ثوابت عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ ففي ذلك العام شهدت بلدان العالم شرقًا وغربًا انتفاضات طلابية وحركات احتجاج شبابية واضرابات عمالية كانت إيذانًا بميلاد عصر جديد، بنهاية عالم وميلاد عالم؛ لقد كان العالم يتغير منذ منتصف الخمسينيات، قوة العمل، ومصادر القوة الاجتماعية والسياسية، وموازين القوى، وعندما انتصف عقد الستينيات كانت الأوضاع منبئة بالانفجار.


 في عام 1968؛ من اليابان إلى الولايات المتحدة مرورًا بألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا، خرجت حركات الاحتجاج في العالم، تضم جماهير من الطلاب والعمال والفنانين والأدباء والمثقفين، تضم خليطًا من دعاة السلام ومناهضي العنصرية والأناركيين والشيوعيين الجدد والاشتراكيين وجماعات الهيبز والثوار المسلحين.


 خرج إلى الشوارع في عواصم العالم ومدنه الكبرى طلاب ثائرين على الأوضاع في بلادهم، مطالبين بالتغيير وبالإصلاحات داخل الجامعات، رافعين شعارات الديمقراطية الحقيقية والإصلاح الاجتماعي، وحركات عمالية تطالب بالعدالة الاجتماعية، وحركات من الشباب تناهض الحرب وتنادي بالسلام العالمي، وتعارض التفرقة العنصرية، واحتجاجات فيما كان يسمى بالمعسكر الاشتراكي ضد الاستبداد السياسي والدولة البوليسية التسلطية وفساد الأحزاب الحاكمة.


 بالطبع لم تخرج هذه الحركات الاحتجاجية فجأة، كذلك لم تنته بنهاية عام 1968؛ لقد كانت هناك بوادر لأشكال جديدة من الاحتجاج منذ مطلع الستينيات في الولايات المتحدة ومنذ منتصفها في ألمانيا واليابان وإيطاليا، كما بدأت الحركات الثقافية الجديدة في الظهور في إنجلترا منذ النصف الأول من الستينيات، أما في دول ما كان يسمى بالمعسكر الاشتراكي فقد كان الحراك مبكرًا في الخمسينيات في ألمانيا الشرقية ثم المجر؛ لكن عام 1968 يظل مع ذلك عامًا فارقًا في اتساع نطاق الحراك الجماهيري وامتداده على نطاق عالمي واسع وتبلور أهدافه بشكل واضح في شعارات تنادي بمعارضة الاستعمار ومناهضة السلطوية، وتدعو إلى عالم بلا عنف وبلا تمييز، وتطالب بالحق في حرية الاختيار والتحرر الأخلاقي وحق تقرير المصير وتحقيق الذات على المستوى الفردي، لقد أصبح عام 1968 مرادفًا لعام 1848 في أوروبا القرن التاسع عشر.
 كانت تلك الحركات الاحتجاجية التي غلب عليها الطابع اليساري تنبئ بميلاد يسار جديد مختلف ومستقل وبعيد عن الأحزاب اليسارية التقليدية، وخلقت الحركة الطلابية الجديدة جسورًا من التواصل مع مجموعات من المثقفين المستقلين أثروا فيها وتأثروا بها.

  وإذا ذكر عام 1968 يحضر إلى الذهن على الفور حدثان كبيران: ثورة الشباب الفرنسي وربيع براغ.
 أما ثورة الشباب في فرنسا خاصة أيام 10 إلى 13 مايو التي أعادت إلى الأذهان ذكرى كميونة باريس؛ فقد بدأت الإرهاصات الأولى لأحداثها بحوار عارض بين الطالب الأناركي دانييل كوهين بنديت نصف الفرنسي نصف الألماني ووزير التعليم في احتفالية بجامعة نانتير في شهر يناير 68، أخذت بعده الأحداث في التسارع لتصل في ليلة 10/11 مايو إلى معدل للعنف لم تشهده فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولا شك في أن تعامل الدولة الفرنسية غير الذكي مع الأحداث ساعد على تصاعدها، لقد رفعت الحركة الطلابية شعارات غير تقليدية معبرة عن طابع قادتها من اليسار الجديد؛ وفي مقدمة هذه الشعارات: "الخيال يحتاج إلى قوة" - "لا للممنوعات" - "أصبح الحلم واقعًا"؛ وكان لما يمكن أن نسميه بثورة الترانزستور، فضلًا كبيرًا في انتشار أخبار الثورة في أنحاء فرنسا، حيث نقلت محطتا أوروبا واحد وراديو لوكسمبورج أحداث الثورة على الهواء مباشرة فكان كل من يملك راديو ترانزستور قادرًا على المتابعة لحظة بلحظة.
كومينة باريس
 الملمح البارز الثاني في عام 1968 يقع إلى الشرق من جدار برلين؛ في تشيكوسلوفاكيا حيث عاش هذا البلد الذي دخل تحت الستار الحديدي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وفي خريف عام 1967 بدأ حراك طلابي واجهته الشرطة بالقمع، كان هذا الحراك مواكبًا لحراك ثقافي، ولسعي للتغيير على قمة القيادة السياسية للحزب الحاكم، وفي يناير 1968 وصل ألكسندر دوبتشيك إلى قيادة الحزب ليبدأ مرحلة من الانفتاح السياسي والتغيير الديمقراطي نحو اشتراكية ذات وجه إنساني، كان هذا ربيع براغ الذي داسته الدبابات السوفيتية بعد ثمانية أشهر.
 ألكسندر دوبيتشيك

 وإذا كان عام 1968 قد شهد صعودًا ليسار جديد متحرر من الهيمنة الفكرية السوفيتية، حاملًا لنزعة إنسانية وميلًا للإعلاء من قيم الحرية الشخصية، فقد خرجت من رحم هذه الاحتجاجات أو استفادت منها حركات يسارية أخرى تبنت العنف المسلح مثل بادر – ماينهوف الألمانية والألوية الحمراء الإيطالية والجيش الأحمر الياباني، وفي الوقت نفسه شهد العام صعود العمل الفدائي في المنطقة العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وانخراط أعداد كبيرة من الشباب الفلسطيني والعربي في حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة التي اتجهت كثير من فصائلها يسارًا، كذلك شهد هذا العام بدايات لتغير موقف الشباب اليساري الجديد في أوروبا تجاه القضية الفلسطينية ونمو التعاطف معها.
 ولم تكن مصر بعيدة عن هذا، كان لطلابها اسهامهم في مظاهرات 1968، وكانت المفاجأة التي جاءت بعد سنوات صمت طويلة للحركة الطلابية المصرية؛ فمع وصول الضباط الأحرار للحكم في يوليو 1952 تعرضت الجامعة مثل غيرها من مؤسسات الدولة لما سمي بالتطهير ففقدت مجموعة من خيرة أساتذتها، وأهم من ذلك فقدت استقلالها، كما جرم النظام الجديد التظاهر وصادر حق الطلاب في تنظيماتهم الطلابية المستقلة، واكتملت سيطرة النظام على الجامعات بعد انتصار عبد الناصر وجناحه في أزمة مارس 1954 على الرئيس محمد نجيب وأنصاره الذين كانوا يدعون إلى عودة الحياة الديمقراطية، وحاصر النظام النشاط السياسي للطلاب إلا ما تم منه داخل الأطر السياسية لتنظيمات النظام مثل الاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب الاشتراكي، كانت المظاهرات الطلابية الوحيدة المسموح بها تلك التي تخرج تأييدًا للنظام، أو للقضايا العربية والدولية التي يتبنها، وتعرض مئات من الطلاب المنتمين إلى التنظيمات والأحزاب التي تم حلها خاصة الوفديين والشيوعيين والإخوان للاعتقال والسجن.
 ثم كانت هزيمة يونيو 1967 لطمة أفاقت قوى المجتمع الحية بعدها، لقد ارتبطت الحركة الطلابية منذ ميلادها في بدايات القرن العشرين بالنضال من أجل الاستقلال الوطني، فكانت القضية الوطنية دوما عصب النضال الطلابي والمحرك الأساسي له لعقود طويلة، من هنا فقد كان من الطبيعي أن تعود الروح للحركة الطلابية بعد الهزيمة واحتلال الأرض، وجاءت البداية عام 1968، فكانت مظاهرات طلاب وعمال مصر في القاهرة والجيزة والإسكندرية في 21 فبراير 1968؛ الذي يوافق احتفال طلاب العالم بيوم نضال الطلاب ضد الاستعمار، والذي كان طلاب مصر سببًا من أسباب الاحتفال به عندما قادت اللجنة الوطنية العليا للعمال والطلبة سنة 1946 مظاهرات يوم الجلاء وتصدت لها قوات الاحتلال البريطاني بالرصاص الحي.
 لقد بدأت الأحداث بمظاهرات عمال حلوان احتجاجًا على الأحكام التي صدرت ضد قادة الطيران الذين اتهموا بالمسئولية عن النكسة واعتبرها العمال أحكامًا هينة، وأدى التصدي العنيف للمظاهرات من جانب قوات الشرطة إلى انتقال الاحتجاج إلى الجامعة، وإذا كانت المظاهرات العمالية وشعاراتها قد تمحورت حول أحكام الطيران وضرورة محاسبة المسئولين عن النكسة، فإن الحركة الطلابية رفعت شعارات تتعلق بالديمقراطية وحق تكوين اتحاد عام لطلاب الجمهورية، وإلغاء الحرس الجامعي، وإلغاء نظام الريادة، ذلك النظام الذي كان يفرض وصاية كاملة من أعضاء هيئة التدريس على الأنشطة الطلابية.


 بقدر ما كانت هزيمة يونيو صدمة لمصر كلها كانت مظاهرات الطلاب والعمال في فبراير 1968 صدمة للنظام الذي كان يتصور أنه نجح في تدجين الشعب وتحويله إلى قطيع يسير خلف القائد ويسبح بحمده، وقد حاول عبد الناصر احتواء الروح الجديدة التي عادت فأصدر بيان 30 مارس في محاولة لتجديد النظام وتحسين صورته، وأعيد انتخاب الاتحاد الاشتراكي العربي من القاعدة إلى القمة، وتم حل مجلس الأمة وأجريت انتخابات جديدة، وشُكلت وزارة جديدة برئاسة عبد الناصر مرة أخرى، عرفت بوزارة الجامعة لأنها ضمت عددًا من أساتذة الجامعة في تشكيلها، وبدأ النظام على صعيد الثقافة يهتم تدريجيًا بتقديم التراث الفني للمرحلة الليبرالية، وأصبح البحث في تاريخ "العصر البائد" بموضوعية مسموح به أحيانًا، وتصور النظام أن الأمور استقرت، لكن إجابة الطلاب كانت سريعة فقد شهدت بداية العام الدراسي التالي 1968 / 1969 مظاهرات طلابية أقوى من سابقتها.
  وإذا كانت مظاهرات طلاب مصر في فبراير 1968 انطلقت في أعقاب قمع المظاهرات العمالية في حلوان احتجاجًا على أحكام الطيران، وجاءت منذ بدايتها واضحة في هدفها السياسي، فإن مظاهرات نوفمبر 1968 بدأت بداية مختلفة؛ فكان سبب المظاهرات صدور تعديلات على قوانين التعليم العام، وقف وراءها الوزير الإصلاحي الدكتور محمد حلمي مراد، وكانت تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعليم، وإنهاء حالة الفوضى والتسيب وتملق الطلاب التي أضعفت مستوى التعليم، كان التعديل يحدد عدد المرات التي يسمح فيها لطلاب الثانوية العامة بدخول الامتحان، وأنهى مهزلة انتقال الطلاب إلى الصف الأعلى بمادتين دون أن يكون مطلوب منهم أداء الامتحان فيها مرة أخرى، ووضع حد أدنى من الدرجات للالتحاق بالمرحلة الإعدادية، وأعاد امتحانات النقل إليها.
  وإذا كانت مظاهرات طلاب باريس في مايو 68 قد وضعت ضمن مطالبها الارتقاء بمستوى التعليم العام والجامعي وإدخال مواد دراسية حديثة في المناهج، إلا أن بعض طلاب مصر كان لهم رأي آخر، كانت البداية يوم 20 نوفمبر 1968 من مدرسة ثانوية خاصة في مدينة المنصورة تضم طلابًا ممن استنفذوا مرات الرسوب في المدارس الحكومية فانتقلوا إلى نوع من المدارس الخاصة انتشر في ذلك الزمن الذي كانت فيه مدارس الحكومة ـ خصوصًا في المرحلة الثانوية ـ هي الأفضل، بمجرد نشر أخبار قانون التعليم الجديد خرج طلاب تلك المدرسة إلى الشوارع متظاهرين، وانضم إليهم طلاب مدارس ثانوية أخرى، وفي اليوم التالي انضم إليهم طلاب المعهد الديني الأزهري بالمنصورة وكان عددهم يقارب الألفين، وقد انضموا للمظاهرات رغم أن القانون لا يخصهم ولا ينطبق عليهم، وتوجهت المظاهرة إلى مديرية الأمن، ليتغير مسار الأحداث، فعندما وصلت المظاهرة إلى المديرية أطلقت الشرطة الرصاص على المتظاهرين، وكانت الحصيلة مصرع ثلاثة طلاب وفلاح وجرح 32 متظاهرًا و23 من رجال الشرطة منهم تسعة ضباط.
 في اليوم الثالث للأحداث انتقلت الأخبار إلى جامعة الإسكندرية التي كانت تضم عددًا كبيرًا من أبناء محافظة الدقهلية، فتفجرت الأحداث صباح السبت 23 نوفمبر 1968، بدأت بمؤتمر طلابي بهندسة الإسكندرية سرعان ما تحول إلى مظاهرات في الشوارع، واستمرت المظاهرات واعتصم الطلاب في الجامعة حتى يوم 28 نوفمبر، شهدت المظاهرات التي خرجت إلى الشوارع أحداث عنف غير مسبوقة شملت تدمير لسيارات النقل العام وللمحال التجارية، وواجهت الشرطة المتظاهرين بعنف شديد، كانت حصيلته مروعة، فقد لقي ستة عشر شخصًا مصرعهم، منهم ثلاثة طلاب جامعيين وتلميذ عمره 12 عامًا سقط تحت الأقدام في المظاهرات، واثنى عشر من الأهالي، وأصيب 167 من الأهالي، مقابل 247 من رجال الشرطة منهم 19 ضابطًا، وألقي القبض على 462 شخصًا أفرج عن 78 منهم لأن سنهم أقل من 16 سنة وعن 19 آخرين لعدم كفاية الأدلة، وحبس 365 على ذمة التحقيق، أحيل 46 منهم إلى المحاكمة التي لم تتم أبدًا، كان من بينهم 40 طالبًا وثلاثة من أعضاء هيئة التدريس وثلاثة من الخريجين من بينهم اثنان من رؤساء الاتحادات الطلابية السابقين، وقد افرج عن بعض المحتجزين في نهاية العام الدراسي، واستمر بعضهم محتجزًا إلى العام التالي، وتم تجنيد بعض قادة الإضرابات قبل إكمال دراستهم الجامعية، وأحيل 20 طالبًا واثنان من المعيدين إلى مجالس تأديب.
 أما جامعة القاهرة فقد كانت مشاركتها محدودة في حركة نوفمبر 1968 بخلاف ما حدث في فبراير من نفس العام.
 ولكي ندرك ضراوة المواجهة فلنقارن بين أعداد ضحايا مظاهرات نوفمبر 1968 وشهداء مظاهرات "العهد البائد"، في ثورة الشباب في نوفمبر 1935 سقط  خمسة شهداء، وفي مظاهرات  9 و10 فبراير سقط  8 شهداء و84 مصابًا في القاهرة والإسكندرية والزقازيق والمنصورة، واستقال محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء احساسًا بالمسئولية السياسية عما حدث، ويوم 21 فبراير 1946 الذي يحتفل به طلاب العالم كيوم لكفاح الطلاب ضد الاستعمار تخليدًا لشهداء مصر سقط فيه 23 شهيدًا و121 جريحًا برصاص قوات الاحتلال البريطاني، وفي 4 مارس 1946 سقط في الإسكندرية 28 شهيدًا و 342 جريحًا مقابل جنديين بريطانيين وجرح أربعة، إنها أعداد للتذكرة فقط!!!
 لقد كانت مظاهرات الإسكندرية في نوفمبر 1968 رد فعل احتجاجي على عنف الشرطة في التعامل مع المتظاهرين في المنصورة، وتطورت إلى رفع مطالب ديمقراطية عامة، وقد شكلت تطورًا في شكل المواجهة بين الطلاب ونظام عبد الناصر، وقد أدى القمع البوليسي الشرس لمظاهرات المنصورة والإسكندرية في نوفمبر 1968 إلى عكس المستهدف منه، فبدلًا من أن تخفت حركة المعارضة في المجتمع تصاعدت واتسعت، لكن في المدى المباشر فقد الطلاب بعض المكاسب التي حققوها بعد مظاهرات فبراير، فعادت الريادة الطلابية مرة أخرى بقرار جمهوري بعد إلغائها لعدة شهور، وعادت التدخلات الأمنية إلى الجامعة مرة أخرى.
  كانت العجلة قد دارت لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل تاريخ الحركة الطلابية المصرية، لقد عاد الوعي للطلاب وانطلقت حركتهم ونمت بسرعة، وابتعدت أكثر فأكثر عن النظام، وأخذت تطرح برنامجًا سياسيًا لإصلاح الوطن؛ فتواصل النضال الطلابي الذي تصدى لقيادته جيل جديد من اليسار المصري على مدى عشر سنوات انتهت بالضربة البوليسية التي أعقبت انتفاضة الخبز في 18 و19 يناير 1977.
 كما شهدت السنوات العشر نفسها تصاعدًا في نضال الطبقة العاملة، وعرفت ظهور قيادات نقابية يسارية جديدة بعيدة عن سلطة الاتحاد العام وعن سطوة أجهزة الأمن.
 ولم تقتصر الصحوة على الطلاب والعمال بل امتدت إلى المثقفين فبدأ جيل من الكتاب والنقاد والمبدعين الشبان يطرح نفسه مستقلًا عن السلطة، فتشكلت مجموعات ثقافية وفنية جديدة، مثل جمعية سينما الغد وجماعة كتاب الغد، وظهرت الأغنية السياسية المعارضة على يد الثنائي إمام ونجم، وظهرت تجربة مجلة "جاليري 68" كشكل جديد لاستقلال حركة المثقفين، وظهر من خلالها جيل جديد من المبدعين استمر تأثيره لسنوات.
مقالي في عدد أبريل 2018 من مجلة ديوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا

  أسئلة العميد الماضي الذي ما زال حيًا عماد أبو غازي   إذا كنا نحي هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل طه حسين، فهناك مناسبة أخرى مرتبطة به ت...