مقالي في مجلة الفيلم العدد الأخير...
صور وحكايات من أرشيف عائلي
عماد أبو غازي
منذ اختراع آلة التصوير الفوتوغرافي في ثلاثينيات القرن التاسع عشر أصبحت الصورة جزء من حياة الناس؛ تسجل وجهوهم ونشاطاتهم اليومية، مثلما تسجل الأحداث الكبرى، ولم يختلف الحال في مصر كثيرًا، فبعد أن كانت الوجوه المصرية والأماكن الأثرية وشوارع المدن، وأبناء البلد وبناتها بملابسهم التقليدية موضوعًا لعدسات المصورين الأجانب لسنوات، فيما يمكن أن نصفه بأنه "صورة استشراقية"، بدأ المصريون والمصريات مرحلة الولع بالصورة الفوتوغرافية، خاصة مع انتشار استوديوهات المصورين الأجانب في القاهرة والإسكندرية وكثير من المدن المصرية، فأصبح التصوير جزء من حياة الناس، يسجلون به مناسبتهم الاجتماعية، أفراحهم وأتراحهم.
لم يختلف حال عائلتي عن حال كثير من المصرين في الاهتمام بالصورة الفوتوغرافية، ومن هنا فقد ورثت أرشيف من الصور الفوتوغرافية التي تمتد إلى ثلاثة أجيال من العائلة تسبقني، لقد كانت بداية انتقال العائلة من قرية نشا بالدقهلية الآن إلى القاهرة مع مطلع القرن العشرين، وترجع أقدم الصور الفوتوغرافية التي عثرت عليها إلى عام 1910، وهي ثلاث صور: صورتان للمثال مختار في مرسمه بمدرسة الفنون الجميلة بدرب الجماميز، وهو بعد طالب بالمدرسة، ويظهر في خلفية واحدة من الصورتين تمثال خولة بنت الأزور، من التماثيل المفقودة التي نحتها في مرحلة الدراسة، والصورة الثالثة لشقيقتي مختار مع فتاة صغيرة من بنات الأسرة.
مختار في مرسمة بمدرسة الفنون سنة 1910 وفي الخلفية تمثال خولة بنت الأزور
مختار 28 يوليو 1910
حفيظة وبديعة إبراهيم العيسوي شقيقتا مختار في منزل الأسرة بشارع القلعة خلف مسجد قيسون
تتولى بعد ذلك صور مختار في مراحل مختلفة من حياته بين باريس والقاهرة وقرية والدته نشا، بعض مجرد صور شخصية والبعض الآخر صوره مع الأصدقاء والصديقات، والبعض الثالث صوره أثناء العمل، أو صور أعماله، أو المعارض التي شارك فيها، إلى جانب بعض الصور لشخصيات نحت لها تماثيل؛ مثل: سعد زغلول وعبد الخالق ثروت وأم كلثوم.
وأقدم هنا نماذج لهذه الصور التي أنتقل إليّ المئات منها، والتي توثق حياة مختار وإبداعه بين عامي 1910 و1934.
مختار في مرسمه في باريس بين 1911 و1914
مختار في مهرجان الفنون الأربعة باريس 1912
مختار بين فلاحات قرية نشا
زيارة سعد زغلول لموقع العمل في تمثال النهضة شتاء 1927
العمل في تمثال نهضة مصر 1926
صورة موقعة لعبد الخالق باشا ثروت ضمن أوراق مختار
صورة لسعد زغلول ضمن أوراق مختار
وتمتد الصور التي ترتبط بمختار إلى ما بعد رحيله، في مناسبات عدة ترتبط بذكراه، مثل احتفالات جمعية أصدقاء مختار التي أسستها السيدة هدى شعراوي بمختار في مارس من كل عام في ذكرى رحيله، والتي كانت تعلن فيها نتيجة مسابقة مختار في النحت الني أشرفت عليها الجمعية لسنوات حتى توقفت في مطلع الخمسينيات مع ما توقف من أنشطة أهلية بعد وصول الضباط الأحرار إلى الحكم؛ ثم الصور المرتبطة بمتحف مختار وأنشطته سواء المتحف المؤقت الذي كان ملحقًا بمتحف الفن الحديث، وتم افتتاحه في مارس 1952، أو المتحف الدائم الذي افتتحه الدكتور ثروت عكاشة سنة 1962؛ وهي الصور التي انتقلت إليّ من والدي بدر الدين أبو غازي ومن الفنان علي كامل الديب سكرتير عام جمعية أصدقاء مختار.
شقيقتا مختار في احتفال جمعية أصدقاء مختار 1935
محمد صلاح الدين باشا وزير الخارجية مع علي الفنان كامل الديب في احتفال جمعية أصدقاء مختار مارس 1951
في متحف مختار شقيقتا مختار مع بدر الدين أبو غازي والفنان جمال السجيني والفنان عبد الحميد حمدي 1975
شقيقتا مختار عند مقبرته بالمتحف
أرشيف العائلة يحفل بآلاف الصور الفتوغرافية لإفراد العائلة بأجيالها المتتابعة منها تلك الصور التقليدية في استوديوهات التصوير منذ العقد الثاني من القرن العشرين حتى نهايتها، والتي تشمل استوديوهات بابازوغلو وآرمان وألبان وبيللا وأنيس رزق الله؛ ومنها هذه الصور:
نبوية البدراوي مع ابنتيها حفيظة وبديعة 1911 تقريبًا استديو بابا زغلو
نبوية البدراوي وابنتيها حفيظة وبديعة العيسوي 1914 تقريبًا استديو بابا زغلو
صورة الزفاف لحفيظة العيسوي ومحمود أبو غازي استوديو بابا زغلو
مع جدتي حفيظة العيسوي يناير 1956 استوديو آرمان
صورة عائلية في استوديو أنيس رزق الله 1958
استوديو ألبان يناير 1958
مريم أبو غازي 1993 تصوير أشرف استوديو بيللا
ومن اللافت للنظر أن تقاليد التصوير وتسجيل المناسبات المختلفة تمتد من جيل إلى جيل طوال أكثر من قرن من الزمان، كما تواصل العائلة تصوير مراحل حيلة الأبناء والبنات سواء لدى استوديوهات التصوير، أو بواسطة المصورين المتجولين الذين كانوا ينتشرون في شوارع المدينة وحدائقها العامة وعلى الشواطئ في المدن الساحلية، ربما حتى السبعينيات من القرن الماضي، فقد اعتاد الناس على التقاط الصور التذكارية لدى هؤلاء المصورين، والحصول عليها مطبوعة بعد عدة ساعات أو في اليوم التالي على الأكثر، وكان لبعض هؤلاء المصورين أكشاك خشبية في الحدائق وفي بعض الميادين يمكن استلام الصور منها، أما على الشواطئ فكان المصور يتجول على الشاطئ يلتقط الصور، ثم يذهب لتحميضها وطبعها ويعود ثانية في نفس اليوم لتوزيعها على أصحابها.
نجمة أبو غازي 1919 صورة في الاستوديو
بدر الدين أبو غازي سنة 1923 صورة في الاستوديو
بدر ونجمة وضياء أبو غازي 1926
بدر الدين أبو غازي ورعاية حلمي 1950
بدر الدين أبو غازي وأحمد بهاء الدين مع بعض الأصدقاء 1951
أمام حديقة الحيوان أثناء إعادة تركيب تمثال النهضة 1955
أنا في حديقة الحيوان 1955
مع أخي وجدتي في جبلاية حديقة الحيوان 1955
صورتي في الملاهي 1959
رأس البر 1964
كذلك كان الاهتمام بالتصوير في المنزل، وقبل أن تمتلك الأسرة آلات التصوير، كان من الشائع استعارة آلة تصوير من أحد الأصدقاء ليوم أو عدة أيام، وأخذ الصور التذكارية والتوثيقية لمراحل حياة الأبناء، ثم إعادة الكاميرا مرة أخرى لأصحابها، أو التصوير في مناسبات اجتماعية لدى الأصدقاء والأقارب وتبادل الصور فيما بعد.
محمود أبو غازي مع بدر ونجمة وضياء أبو غازي
بدر ونجمة وضياء وشمس أبو غازي أوائل الأربيعنيات
بدر الدين أبو غازي وشقيقاته أوائل الأربعينات
مناسبة عائلية أوائل الأربعينيات
من الصور المتكررة عبر الأجيال الصور المرتبطة بمراحل الدراسة المختلفة، سواء الصور الجماعية أو الصور الفردية، الصور الرسمية أو تلك التي يلتقطها الطلاب فيما بينهم فيما بين ساعات الدراسة، وهذه الصور بالعشرات تخص جميع أفراد العائلة وفي مراحل دراسية مختلفة ومن أجيال مختلفة، وهذه بعض نماذج لها:
روضة أطفال قصر الدوبارة 1928
مدرسة الشيخ صالح الابتدائية 1931
أمي رعاية حلمي في مرسم معهد الفنون الجميلة للفتيات 1941
مختار أبو غازي في الحضانة 1958
ضياء أبو غازي في روضة الأطفال 1929
ضياء أبو غازي تتسلم شهادة تقدير للنشاط الكشفي 1931
عماد أبو غازي في مدرسة حدائق المعادي القومية 1966
مدرسة حدائق المعادي القومية 1967
المعادي الثانوية 1972
المدرسون بمدرسة خليل أغا الابتدائية في رحلة سنة 1924
رحلة طلاب معهد الآثار إلى الأقصر وأسوان 1949
رحلة مدرسية لمدرسة الترعة البولاقية 1957
كلية الآداب قسم تاريخ 1976 رحلة لحديقة الأورمان
هناك أيضًا الصور التي التقطت في مناسبات عامة مختلفة سواء مناسبات سياسية أو ثقافية أو أكاديمية، ويرجع معظمها إلى الفترة من الخمسينيات حتى الآن وهي متنوعة بتنوع المواقع التي عمل فيها أفراد من الأسرة أو المناصب التي شغلوها، وهذه بعض أمثلة لها:
محاضرة في متحف الفن الحديث 1958
بدر الدين أبو غازي ورعاية حلمي مع الفنان محمود سعيد
بدر الدين أبو غازي في وزارة المالية مع الوزير حسن صلاح الدين 1961
بدر الدين أبو غازي في مجلس الأمة 1970
في مسرح الطليعة عرض الغول لبيتر فايس 1971
افتتاح معرض الفنانة سميرة خيري
افتتاح معرض الكتاب يناير 1971
نزار قباني ولويس عوض وسهير القلماوي حفل عشاء على هامش افتتاح معرض الكتاب يناير 1971
العرض الأول لفيلم الاختيار
افتتاح مؤتمر مجمع اللغة العربية مارس 1971
هيئة مكتب المجلس الأعلى للثقافة أكتوبر 1980
بدر الدين أبو غازي يتسلم جائزة الدولة التقديرية أكتوبر 1980
مؤسسة آل البيت 1982
ندوة المجلس الأعلى للثقافة عن يوسف إدريس 2000
مع الروائي إدوارد الخراط في المجلس الأعلى للثقافة
في ختام أنشطة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية 2005
افتتاح مؤتمر ابن خلدون 2006
مع الدكتور عصام شرف في مجلس الوزراء
يوم المسرح المصري 5 سبتمبر 2011
منذ عام 1958 تقتني الأسرة أول آلة تصوير زايس، ومن ذلك الحين يصبح في مقدورنا تسجيل كل الأحداث من خلال الكاميرا، وبعد سنوات قليلة يصبح لكل منا آلة تصويره الخاصة، ويتواصل التقاط مئات الصور كل عام، إلى أن ندخل في العصر الرقمي وتصبح عدسة التصوير جزء من الهاتف المحمول، أو من الحاسب اللوحي، فيصبح في الإمكان التقاط مئات الصور في اليوم الواحد.
في رأس البر 1964
المعادي 1965
المنيل 1966
في المنزل بالمعادي 1972
مع مريم ابنتي 1990
ومن الطرائف أن موضوعات الصور الشخصية تتكرر مرات ومرات وتتشابه فيما بينها، ربما بقصد وربما بغير قصد، وهذه بعض منها.
الوزارة بعد أداء اليمين نوفمبر 1970
الوزارة بعد أداء اليمين مارس 2011
في حديقة الحيوان 1955
في حديقة الحيوان 1991
1955
1991
تتطور الأداة وتبقى الصورة شاهد على تحولات المجتمع عبر الزمن.
تدوينة أكثر من بديعة ، صورة المدرسون في مدرسة خليل أغا صورة شديدة الندرة شكراً دكتور عماد لإشراكنا معك في هذا الكنز
ردحذفبديعة العيسوي شقيقة مختار الصغرى
حذفروعة يادكتور، لقد كنت اقرأ وأتابع مقالات الوالد الكاتب والناقد التشكيلي العظيم أستاذنا بدر الدين أبو غازي في مجلة " الهلال " قبل ان اغادر مصر عام 1971 واستوطن مدينة النور باريس، وتزوجت من فرنسية ولدينا الآن آل الكبش في باريس وبرشلونة 3 أحفاد ، كل التقدير وخالص محبتي ونلتقي لنهضة مصر بلدنا على درب الوعي والتنوير على خير.صلاح هاشم كاتب وناقد ومخرجمصري مقيم في فرنسا salahashem@yahoo.com
ردحذفمحبّات من آل الكبش في باريس
شكرا لتعليقك يا عزيزي، وأتمنى أن يتجدد اللقاء قريبا في القاهرة أو باريس
ردحذفشعرت بفرح وبهجة وفخر بك وبالعائلة المبدعة التي تنتمي إليها بينما أتصفح الصور.. وأتمنى لو تضع لنا كتابا حولها
ردحذفشكرا لك
حذففي خطتي لو في العمر بقية