مريم وأنا
النهارده مريم بنتي بتكمل 25 سنة اتولدت يوم 29
أكتوبر 1990 الساعة 3 ونص العصر، دي مقالة كتبتها في الدستور من 8 سنين بانشرها
هنا النهارده.
كل سنة وأنتي طيبة يا مريم...
عماد أبو غازي
"مريم بنتي
عمرها النهاردة سبعتاشر سنة ونص، البنت كبرت، على وش دخول الجامعة، ما شعرتش
بمفاجأة إطلاقًا بدخولها لمرحلة جديدة من عمرها، اللي بنسميهما المراهقة، يمكن
لأنه بالنسبة لي شايفها بتكبر قصادي يوم بيوم وساعة بساعة، ويمكن لأني دايمًا حاسس
إنها ناضجة من صغرها.
الحاجة اللي
خلتني أشعر إنها كبرت فعلًا، استقلالها عني، وقدرتها على إنها تنام بالليل من
غيري، اتفطمت مني فطام نفسي بعد فطامها الطبيعي من أمها وهي عندها تلاتاشر شهر.
حكاية فطام مريم
النفسي مني أصلها من عمر مريم، من ساعة مريم ما اتولدت كان فيه علاقة خاصة بيني
وبينها، ويمكن من قبل ما تتولد، الحقيقة أنا وأمها كنا عاوزين بنت، لدرجة إننا
اشترينا لها فستان بناتي قبل ما نعرف إنها بنت، وبعدها كنا مستعجلين على السونار
اللي يحدد لنا نوعها علشان نطمن، وبالفعل اطمنا لأول مرة في الشهر السادس، من لحظة
الميلاد الساعة تلاتة ونص عصر يوم 29 أكتوبر 1990 وأنا متعلق بمريم، في الأسابيع
الأولى كنت باحسد أمها إنها بترضع مريم وبتديلها اللي ما قدرش أنا أو أي أب يديه،
مش كفاية إنها شايلاها تسع شهور، لأ دي كمان حتستفرد برضاعتها سنة كمان، أي حاجة
ممكن أعملها لمريم كنت باعملها، وأول ما بدأنا نقلل رضعات مريم لغينا رضعة النوم
علشان نسهل فطامها، فكنت أنا بنيمها بالليل من وهي عندها 6 شهور، وكنت علشان
أنيمها أقرا لها شعر، ساعات شوقي وساعات صلاح جاهين وساعات أمل دنقل وساعات صلاح
عبد الصبور وساعات محمد سيف وساعات زين العابدين فؤاد، وكتير نجم، وأحيانا كنت
أقولها هتافات الطلبة في مظاهرات 72 و73، أو تكبيرات صلاة العيد، المهم كلام فيه
وزن فيه إيقاع، طبعًا ما كنتش فاهمة حاجة، لكن ده اتسبب في حاجتين، أول حاجة حبها
للشعر اللي مستمر معها لغاية دلوقتي، الحاجة التانية إنها لغاية سنتين فاتت ما
كنتش تقدر تنام غير لو قريت لها شعر، حتى لو مسافر كنت أكلمها بالليل في التليفون
أقرا لها شعر، يعني نجحنا في فطامها من الرضاعة الطبيعية بسهولة، لكن أصبحت محتاجة
تتفطم مني!
من سنتين بدأت
مريم تنام لوحدها من غير ما أقرا لها شعر، بقت هي تقرا بنفسها أو تشغل موسيقى أو
أغاني أو شعر من اللي مخزناه على الكومبيوتر بتاعها. ساعتها بس حسيت إنها كبرت،
وحسيت مرة تانية إنها نضجت لما قالت لنا إنها بتحب، لما كانت طفلة كنت متصور إني
هأغير عليها لما تحب أو تيجي تتجوز، لكن دلوقتي تأكدت إني أنا كمان نضجت، وإني مش
بغير عليها، كمان أنا مطمئن عليها، وواثق فيها، متأكد من حسن تقديرها ورجاحة
تفكيرها، علشان كده مش حاسس بأي مشكلة في "مراهقة" مريم."
ده اللي كتبته من تمن سنين، كانت مريم قربت تدخل الجامعة،
دلوقتي مريم اتخرجت، وخلصت الماجستير بتاعها من إنجلترا واتخصصت في الأنثربولوجي،
وابتدت تدرس حقوق في جامعة القاهرة... دلوقتي مريم بتشتغل، من صباحة ربنا لأخر
الليل في شغلها، دلوقتي أنا باتعلم من مريم وباستفيد من رسالتها وأبحاثها اللي
بتعملها في الشغل، بتفتح قدامي أفاق أوسع في أبحاثي وبتديني أفكار ماكنتش شايفها،
وباتأكد كل يوم أكتر من اليوم اللي قبله إنه آن الآوان إن جيلي لازم يتعلم من
جيلها...
كل
سنة وإنتي طيبة يا مريم...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق